الخميس، 7 يناير 2010

أَهي هبَّة ملالية أم أنَّ أهل إيران أدرى بشعابها ؟!د.عبد الرحمن آلوجي : السياسة و الحراك السياسي بين الاحترافية و المبدئية ؟!

نوري بريمو : أَهي هبَّة ملالية أم أنَّ أهل إيران أدرى بشعابها ؟!

نوري بريمو
كغيري من الإعلاميين المهتمين بالشأن السياسي الشرق أوسطي، كنتُ أفضِّل الالتزام بالصمت إزاء الاحتجاجات التي داهمت الديار الإيرانية بُعَيدَ سويعات قليلة من إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات المباشرة المتنازع على نتائجها والتي جرت يوم (12 ـ 6 ـ 2009) والتي انتهت بإعلان وزارة الداخلية عن فوز الرئيس أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية.

ولم أكن أرغب بالتعليق على ما يجري نظراً لحساسية أوضاع هذه الدولة بالنسبة لغالبية مواطني دول حلفائها كسوريا ولبنان وجوارها كالعراق وإقليم كردستان وتركيا، وبالنسبة لنا كمواطني كوردستان سوريا المعرّضون لشتى المخاطر في سورية التوأمة الإستراتيجية لإيران، ونظراً لماهية وضبابية الموقف الدولي ولعدم عثور الإعلام العالمي وسط مختلف الأخبار المتسربة من الداخل الإيراني على جواب لعنوان مقالتنا: هل ما يجري في إيران هو هبَّة إيرانية عارمة معارضة للنظام القائم أم أنَّ الملالي أدرى بشعابهم وأنّ ما يحصل في بلاد "الفرس" هو نوع من المنافسة المصحوبة بالصخب بين مراكز القوى على السلطة وليس صراع سياسي حقيقي يهدد كيان نظام ولاية الفقيه ويأتي ببديل ديمقراطي من شأنه أن ينعش صدور الشعوب الإيرانية جمعاء؟!، ولذلك كنتُ كما الكثيرون نتحاشى المساس بهكذا ملف شائك فتوخَّينا الحذر والتريث قليلاً قبل التعبير عن رأينا ما دامت الأمور قد تبقى كما هي ولن تنفلت وما مادام الشارع لا يزال تحت السيطرة الأمنية الحكومية وما دام المرشد الأعلى السيد علي خامنئي يواصل حماية نجاد تحت عباءته وتأكيده على ذلك في خطابه الذي قال فيه: "لن أرضخ لمطالب المعارضة وأطالبها بالتوقف عن إعتصاماتها لأن الشعب اختار الأصلح للحكم ولا يوجد أي تزوير في بلدنا وإنني أحمِّل المعارضة مسؤولية وتداعيات ما يحصل وأيضاً مسؤولية إراقة الدماء".

لكنني رغم النية الإنكفائة وجدتُ نفسي ميَّالاً للخوض في هذا الملف المحتدم والموحي إلى دنو أجل النظام المتأزم للغاية حاليا، ليس لإبداء موقف مسبق الصنع إنما لإطلاع الرأي العام على حيثية الموقف ونظراً لاستمرار التوتر وإقفال عام 2009م بلا تهدئة وافتتاح العام الجديد بالهيَجان المتواصل في الشارع الإيراني بالترافق مع حملات الاعتقال والإعدامات التي طالت الكثيرين من النشطاء ومنع السلطات لوسائل الإعلام من القيام بواجب تغطية الأحداث المروعة الجارية على قدم وساق وفي الظلام بعيداً عن الأضواء العالمية، ونظراً لأننا لاحظنا بأنّ الأوضاع الداخلية قد تأزمت إلى حدٍّ كبير، مما أثار ويثير دهشة المراقبين أمام تعاظم مشهد الاعتصامات التي شهدتها طهران وباقي المدن الإيرانية، وها هي معظم المؤشرات توحي إلى إمكانية انتقال هذه الموجات الشعبية العارمة إلى مدن كوردستان الغربية على خلفية ازدياد حدة السياسية الشوفينية المتبعة ضد بنات وأبناء شعبنا الكوردي الذين يتعرضون للاعتقال التعسفي وإعدام البعض منهم كالشهيدَين إحسان فتاحيان وفسيح ياسمني وغيرهما.

ولعل الشاهد الأكثر دلالة على أنّ هنالك ثمة بوادر انقسام حاد في المؤسسة الدينية القابضة على الدولة الإيرانية وعلى مجتمعها المتعدد القوميات والأديان والمذاهب، هو إصرار طرفي الصراع على الاستمرارية في التحدي الندّي كفريقين خصمين يكتنفان في صفوفهما شخصيات وأقطاب لها وزنها الديني واعتبارها السياسي وخاصة الشخوص المحتجة التي يتزعمها رافسنجاني وخاتمي وموسوي وكروبي وغيرهم.

ورغم أنّ الشارع الإيراني قد يفرض نفسه إلى هذا الحد أو ذاك خاصة وأنّ أعلى هيئة تشريعية في البلاد قد ترضخ لأنها قد تجد نفسها أمام احتجاجات شوارعية قوية لم تشهدها البلاد منذ عهد آية الله الخميني الذي قاد الثورة الإسلامية لعام 1979م، إلا أنّ العارفين بالشأن الإيراني لا يفرطون في تفاؤلهم بانتصار هذا الفريق أو ذاك، فكلاهما خريجا مدرسة واحدة ويحملان التوجهات والمواقف ذاتها وإن كانت بعض الدول المحيطة والجهات الخارجية تفضل التعامل مع الإصلاحيين المناصرين للحريات العامة على المحافظين الكابتين لها.

وبما أنّ المجهول لا يزال سيد الموقف في إيران الملالي مع الانحياز لتفوق أحمدي نجاد رغم أنف الشعوب الإيرانية الرافضة لنظامه، فإنً المطلوب من جيرانها سواء أكانوا دولا أم شعوبا أم أفرادا مبالين بالشأن، أن يتريثوا كثيراً وأن لا يراهنوا على أي طرف فائز أو خاسر لأن الصراع بينهما لا يتعدى الرهان على توسيع النفوذ ولأنه لا أحد يدري كيف ستسير معادلة التوازنات الداخلية التي يبدو أنّ خيوطها المخفية أمست متشابكة أكثر في ظل تحوّل بعضا من أولي الأمر إلى معارضين يحرضون الشارع ضد أولياء أمور آخرين وليس ضد نظامهم السياسي الذي سيبقون يدافعون عنه ما داموا من نفس طينة منافسيهم.

في كل الأحوال ستبقى الأيام القادمة قادرة على كشف المستور الإيراني وستصبح كفيلة بوضع نقاط المكونات الرئيسية الإيرانية الخمسة على حروف الملالي الذين طغوا فأينع سقوطهم، خاصة وأنّ المستقبل لناظره قريب، ولا ريب أن نبقى بانتظار ما قد يستجد في طهران التي قد ينتهي ربيعها بسفك أنهر من دماء الأبرياء أو ربما يزدهر هذا الربيع من جديد كما حدث في يوغسلافيا، ويتمخض عن ازدهاره خمسة كيانات (دول) قد يقوم بتأسيسها الفرس والكورد والتركمان والبلوج والأزريين، على أنقاض الإمبراطورية الصفوية التي بات حملا وديعاً تحت سطوة نظام ولاية الفقيه.

ليست هناك تعليقات:

مواقع اخرى

موقع دلو جان للموسيقا الكوردية

موقع دوغات كوم

شبكة الاخبار الكردية

كوردستان بنختي

روج افا نت

كورد ناس

panela azad

روج افا نيوز

كورد اونلاين

جريدة النهار اللبنانية

موقع الشهيد الخزنوي

موقع عفرين يرحب بكم

كورد ميديا

موقع بنكه

موقع بنكه
موقع بنكه

أرشيف المدونة الإلكترونية

كوردستانا رنكين موقع سياسي