الخميس، 14 يناير 2010

حين يحرق السياسي بجهله وطناً

الشاعر : نجيب صالح بالايي

ترجمة: بدل رفو المزوري

النمسا\غراتس

ـ الاحتراق

حين كنت طفلا

سرقت حجر القدح

من غليون وكيس تبغ والدي

كي ألهو به ،

لأني لم أكن أعلم

الغاية منه

وقدح من حجر القدح شرارة

من داء الجهل

أحرقت بيدر القرية.

*** ***

حين بلغت سن الرابعة عشرة،

صرت مراهقا

وتهت في عالم العشق

ربما لم أكن أعرفه جيدا

وبداء الهوى الأحادي الجانب

أحرقتُ فؤادي.

*** ***

حين بلغت سن الرشد،

وأصبحت أبا

من كل أنواع الحياة

اخترت عالم السياسة

ولكوني لم أغص في بحوره

بنار الجهل

أحرقت وطناً.

'''''''''

2ـ أنا وأنت والقصيدة

أنا وأنت وقصيدة غير ناضجة

وعلى عتبة الحياة

غدونا لاجئين

أنا وأنت وتلك القصيدة

طُرٍدنا من داخل إطار

هذه الحياة

فلم تبق في أي مكان

قدسية،

لا لمسجد ولا لكنيسة

لا لكتاب مقدس ولا لرسول

وفي ليلة سمر

كي نلهي الأطفال

كي ننقذ القافلة بالعبور...

ونقطع الحدود

التجوال والرحلات والسفرات الثلاث

لملمت الابتسامة على شفاه

الألم والوجع

قبالة الخنادق المتقابلة

صرنا دروعا

سقطنا نحن الثلاثة

شهداء

القصيدة بجسدها

وأنا باسمي

وأنت بهامتك

وبهذه الشهادة أشرقت شمس

وأشعتها أذابت الغربة

والعبودية

والمكابدات والأوجاع

أنا وأنت وتلك القصيدة الناضجة

وعلى عتبة الحياة صرنا لاجئين

وطردنا من ثنايا إطار الحياة.

''''''''''

3- الهوية

في هذا الوطن

وعلى هذا التراب

عصا المعلم

وضرب الوالدين

لم أقو على حمل هوية

الطفولة

*** ***

في هذا الوطن

وعلى هذا التراب

حين شببت عن الطوق

لا كسل القرى

وافتراق العوائل والأفخاذ

ولا الحيطان التي تتنصت

جعلتني صاحب عشق

*** ***

في هذا الوطن

وعلى هذا التراب

حين صرت عريسا

ثالثنا المسمى (الم الانفال)

حل ضيفا على سرير عرسي

ولم اهنأ بليلة الدخلة

*** ***

في هذا الوطن

وعلى هذا التراب

حين أصبحت أبا

بشرة الخوف

وأديم الوحوش

لم يسنحا لي أن أدلل طفلتي

*** ***

في هذا الوطن

وعلى هذا التراب

حين غزا الشيب مفرقي

لا ظلم المحتلين

ولا حرب الإخوة الأعداء

جعلاني

بكلمات الحرية

أبارك

بطولات شعبي

ولهذا غدوت لاجئا

وهجرت الذكريات

ومن تراب وطني أصبحت

منبوذاً

وغريباً

وبعيداً عن أحبتي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشاعر نجيب صالح : مواليد 1962 / منطقة برواري بالا \ كوردستان العراق

ـ خريج كلية التربية ـ قسم الجغرافيا \ جامعة بغداد

ـ عضو اتحاد الادباء الكورد \ فرع دهوك

ـ له العديد من المقالات والاسهامات الشعرية في الصحف والمجلات الكردية

ـ شارك في مهرجانات شعرية عديدة واحياء ندوات ادبية في كوردستان

ترجمة القصائد من ديوان الشاعر أسطورة أغاني الاضطهاد والصادر ضمن سلسلة

منشورات اتحاد الأدباء الكورد ـ فرع دهوك

ـ يعيش حاليا في اوربا

الثلاثاء، 12 يناير 2010

المجند الكردي عيسى خلف من مدينة كوباني أول ضحايا هذا العام لآلة القتل السورية (الجيش السوري)




استلمت عائلة المجند الكردي عيسى بكي خلف والدته خانم من مواليد كوباني 1991, جثمان ابنهم يوم الأحد الموافق لـ 10/1/2010 و الذي كان يؤدي خدمته الإلزامية في الجيش السوري الفرقة الخامس عشر"15" و المتمركزة في محافظة درعا.
و لدى الاستفسار من الجهات المسؤولة عن سبب الوفاة (القتل) أفادت بأن سبب الوفاة هو نتيجة إقدام الشاب عيسى خلف على الانتحار بإطلاق النار على نفسه.
و كان المجند عيسى خلف و الذي أمضى أربعة أشهر من خدمته الإلزامية قد اخبر عائلته قبل يوم من مقتله بأنه يتعرض لعقوبات شديدة يصعب تحملها, و طلب من ذويه أن يعملوا على تغيير مكانه, لان الضابط المسؤول عنهم في الكتبة التابعة للفرقة الخامسة عشر يقوم باهانتهم و تعذيبهم بشكل لا يمكن تحمله.
و بمقتل المجند عيسى خلف يرتفع عدد ضحايا الجيش السوري إلى خمسة و ثلاثين شابا كرديا منذ انتفاضة آذار و لحد الآن, حيث قتل خلال العام المنصرم 2009 سبعة عشر مجندا كرديا و هم:
1- محمد بكر شيخ دادا
2- برخودان خالد حمو
3- احمد سعدون
4- خبات شيخموس
5- احمد عبد الرحمن خليل
6- مالك عكاش شعبو
7- محمد عمر خضر
8- محمود هللي بن محمد
9- هوكر رسول حسو
10- احمد مصطفى إبراهيم
11- احمد عارف عمر
12- سليمان فاروق ديكو
13- فراس بدري حبيب
14- ريزان عبد الكريم ميرانة
15- صادق حسين موسى
16- خليل بوظان شيخ مسلم
17- عز الدين مورو

و الجدير ذكره بان هذه الظاهرة باتت تشكل رعبا لدى أهالي الجنود الكرد الذين يؤدون خدمتهم الإلزامية في الجيش السوري و يتخوفون على مصير أبنائهم المجندين الذين من المفترض أن يكون في مكان آمن و هم يؤدون خدمتهم الإلزامية في الجيش السوري الذي تحول إلى آلة لقتل جنوده.
و يبدو من خلال هذه الممارسات إن ظاهرة القتل تحولت إلى سياسة قتل ممنهجة تطال الشبان الكرد, و بذلك يفقد الجيش السوري السمة و الهالة الوطنية التي كانت ترسم حوله, حيث لم يكلف الجيش السوري نفسه عناء التحقيق و لو لمرة و احد في حوادث القتل التي بلغت خمسة و ثلاثين ضحية كردية منذ انتفاضة 12 آذار 2004 و لحد الآن, وسط صمت المؤسسات و اللجان الحقوقية السورية و الدولية على هذه الظاهرة و السياسة الخطيرة.

المؤسسة الإعلامية في منظومة مجتمع غربي كردستان- كوباني 11/1/2010

وهمٌ ممسوس أفين إبراهيم Evinabbas@hotmail.com



وهمٌ ممسوس


تنظر نفسها في مرآة الزمن العاجل
تخاطب ظفائرها المنقوعةِ بأحلامٍ عاقر
مضى زمنٌ بعيد...

لم تعد تتنفس أنوثتها المسجونة

أي وهمٍ هذا الذي يشدها إليك...

أي فراغ يملأها بك

تطلق جذور الذاكرة ...

لتمتص ملامحك من جديد
خمسة عشر عاماً...
تعايش الهذيان بحثاً ...
عن رحابة الجدران
الأمل كذبة ممسوسة ...
تلعق صلصال السنين الغابرة
تمارس الحب فوق قمرٍ ...

يبكي فرحة اللقاء
رائحتك قيلولة تتجول ...
جثمانها المترهل

قطرات ندى تفترش جبينها...

المعصوب بهبريتها الشقية

تئن ألمً...

تنادي...

دثرني ياليل ...

بوحشة شاحبة

أنصب لي عتمة مُرّه...
تُدرعُ غُرف روحي ...

كي أدرك أني مازلت حية

كما في كل يوم...
تلتحف الإنتظار الكافر...
يرجمها بكل الإحتمالات
تخفق الأحلام...

في تجاويف الأمل

تغادر النوم بلا هودج...

ترمي عينيها خلف ...
شمس الغد
تضم ولدها...

تغني لاوكو...

سيعود والدك يوماً..
حين ينهي خدمة العلم .
أفين إبراهيم

الولايات المتحدة الأمريكية
Evinabbas@hotmail.com

الأحد، 10 يناير 2010

وطن اسمه آ فيفا ن" كتابة تؤرخ للمكان و الإنسان

بقلم :د.هدية الأيوبي شاعرة ومترجمة لبنانية مقيمة في باريس


القادم من الجبال البعيدة، ليرمي أحزانه في بحيرة نمساوية، لم يستطع أن يمحو من ذاكرته أماكن تجول حوله كسراب مهاجر. لم ينسه المنفى ناساً أحبهم حتى أصبحوا مقيمين دائمين في القلب. الذكريات لا تحتاج إلى تأشيرة دخول إلى غربة طاعنة في الشوق. هكذا، من أعالي كردستان تسيل قصائد الشاعر بدل رفو المزوري، على صفحات " وطن اسمه آفيفان". تستحضر ذاكرة المنفي المدينة الأولى " الموصل"، عشق الروح وموطن الطفولة والأحلام. انكسرت أزمنة العشق في الوطن الأول فسار دون بوصلة يجتاز لهيب الغربة، ويكويه في القلب الحنين إلى الشوارع والأبواب والباعة والأطفال وأصدقاء ربما لم يعودوا في هذا العالم.. يحتفل الديوان بأسماء أمكنة مازال صداها يرجع في القلب.كما يحتفل بأصدقاء مازالوا يجيئون ويروحون في القلب الحزين. لم تكن الغربة كافية لمحو المكان والزمن الماضيين. ونشعر بألم الشاعر العميق ونحن نقرأ قصيدة الأرجوحة التي
تستحضرشهداء كارثة شباط في أربيل


الذين استحالوا غرانيقَ بيضاء في سماء كوردستان

بماذا يحلم المنفي الغريب؟ بالعسل؟ ولا عسل..لا عسل في الغربة. كيف تغسل الأماكن الجديدة ما حفر في القلب والروح والعيون عميقا حتى النخاع؟ حلم الحرية رافق الشاعر منذ طفولته . تحرر ربما حين غيّر المكان لكن الأحبة الذين سكنوا المكان رافقوا في هجرته الطويلة، ورافقته الطيور والجبال والأطفال والشجر. يبدو الشاعر متأثرا بوقع الزمن السياسي المرير في موطنه الأول، وكيف لا وقد كان هذا الزمن بلون الدم وهو سبب كل هذه المنافي. الألم يضيء نصوص الشاعر بدل رفو مسلطاً الانتباه على محطات في حياته تركت عميق الأثر في تركيبته الإبداعية والإنسانية. تتدفق سيول الذكريات عنيفة وحنوناً. أغنيات النوروز ملاحم الجراح الأزلية لشعب يعشق الرقص والحرية. "كردستان" مفردة تتكرر في الديوان لأنها جمرة تحرق القلب والروح .. لتتفتح زهرة وقصائد. يسيطر اللون الرمادي على بعض النصوص في الغربة رغم فتنتها والزمن رغم ضحكته أحيانا. يحضر دوماً سؤال: من هو هذا الوطن " آفيفان" غير الموجود في خارطة الأوطان والبلاد؟ أهو وطن خيالي يعيش فيه الشاعر بديلاً عن الوطن الأصلي وعن المنفى؟ أهو الوطن-الحلم الذي لم وربما لن يتحقق؟ ويشير الشاعر بلمحة خجولة إلى آفيفان" إلى أفيفان توآم الروح" أهو الجنة الموعودة؟ أهو وطن موجود في كوكب آخر؟ أم هو الوطن-الأسطورة؟ ولماذا لا تكون هي؟ أهي الوطن أو الأم أو الحبيبة ؟ أم هي سر يخفيه الشاعر في شرنقة القلب؟ هناك حيث يحفر الألم عميقا

ويترك للجسد الرعشا ت والتراتيل.

آفيفان وطن .. ليس ككل الأوطان آفيفان ... وطن لعشق كلمة ئافيفان هي الأمل هي الغد هي الحرية تسكن الشاعر ويسكنها .. نشعر أنها جزء منه وأحيانا نشعر أنها هي هو. آفيفان تروي صحراء المنفى ويروي بدل رفو المزوري حكايتها في ديوان " وطن اسمه آفيفان" لعل آفيفان تجيء لعل آفيفان تجيء
صدر ديوان "وطن اسمه آفيفان" عن مؤسسة سندباد للنشر والاعلام في القاهرة ، مصر 2009م


مقدمة الديوان بقلم الدكتورة هدية الأيوبي


وكتب الخاتمة الشاعر الكردي جلال زنكابادي

لوحة الغلاف للفنان الكوردي فهمي بالايي




الشاعر بدل رفو

وطن اسمه افيفان

الخميس، 7 يناير 2010

أَهي هبَّة ملالية أم أنَّ أهل إيران أدرى بشعابها ؟!د.عبد الرحمن آلوجي : السياسة و الحراك السياسي بين الاحترافية و المبدئية ؟!

نوري بريمو : أَهي هبَّة ملالية أم أنَّ أهل إيران أدرى بشعابها ؟!

نوري بريمو
كغيري من الإعلاميين المهتمين بالشأن السياسي الشرق أوسطي، كنتُ أفضِّل الالتزام بالصمت إزاء الاحتجاجات التي داهمت الديار الإيرانية بُعَيدَ سويعات قليلة من إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات المباشرة المتنازع على نتائجها والتي جرت يوم (12 ـ 6 ـ 2009) والتي انتهت بإعلان وزارة الداخلية عن فوز الرئيس أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية.

ولم أكن أرغب بالتعليق على ما يجري نظراً لحساسية أوضاع هذه الدولة بالنسبة لغالبية مواطني دول حلفائها كسوريا ولبنان وجوارها كالعراق وإقليم كردستان وتركيا، وبالنسبة لنا كمواطني كوردستان سوريا المعرّضون لشتى المخاطر في سورية التوأمة الإستراتيجية لإيران، ونظراً لماهية وضبابية الموقف الدولي ولعدم عثور الإعلام العالمي وسط مختلف الأخبار المتسربة من الداخل الإيراني على جواب لعنوان مقالتنا: هل ما يجري في إيران هو هبَّة إيرانية عارمة معارضة للنظام القائم أم أنَّ الملالي أدرى بشعابهم وأنّ ما يحصل في بلاد "الفرس" هو نوع من المنافسة المصحوبة بالصخب بين مراكز القوى على السلطة وليس صراع سياسي حقيقي يهدد كيان نظام ولاية الفقيه ويأتي ببديل ديمقراطي من شأنه أن ينعش صدور الشعوب الإيرانية جمعاء؟!، ولذلك كنتُ كما الكثيرون نتحاشى المساس بهكذا ملف شائك فتوخَّينا الحذر والتريث قليلاً قبل التعبير عن رأينا ما دامت الأمور قد تبقى كما هي ولن تنفلت وما مادام الشارع لا يزال تحت السيطرة الأمنية الحكومية وما دام المرشد الأعلى السيد علي خامنئي يواصل حماية نجاد تحت عباءته وتأكيده على ذلك في خطابه الذي قال فيه: "لن أرضخ لمطالب المعارضة وأطالبها بالتوقف عن إعتصاماتها لأن الشعب اختار الأصلح للحكم ولا يوجد أي تزوير في بلدنا وإنني أحمِّل المعارضة مسؤولية وتداعيات ما يحصل وأيضاً مسؤولية إراقة الدماء".

لكنني رغم النية الإنكفائة وجدتُ نفسي ميَّالاً للخوض في هذا الملف المحتدم والموحي إلى دنو أجل النظام المتأزم للغاية حاليا، ليس لإبداء موقف مسبق الصنع إنما لإطلاع الرأي العام على حيثية الموقف ونظراً لاستمرار التوتر وإقفال عام 2009م بلا تهدئة وافتتاح العام الجديد بالهيَجان المتواصل في الشارع الإيراني بالترافق مع حملات الاعتقال والإعدامات التي طالت الكثيرين من النشطاء ومنع السلطات لوسائل الإعلام من القيام بواجب تغطية الأحداث المروعة الجارية على قدم وساق وفي الظلام بعيداً عن الأضواء العالمية، ونظراً لأننا لاحظنا بأنّ الأوضاع الداخلية قد تأزمت إلى حدٍّ كبير، مما أثار ويثير دهشة المراقبين أمام تعاظم مشهد الاعتصامات التي شهدتها طهران وباقي المدن الإيرانية، وها هي معظم المؤشرات توحي إلى إمكانية انتقال هذه الموجات الشعبية العارمة إلى مدن كوردستان الغربية على خلفية ازدياد حدة السياسية الشوفينية المتبعة ضد بنات وأبناء شعبنا الكوردي الذين يتعرضون للاعتقال التعسفي وإعدام البعض منهم كالشهيدَين إحسان فتاحيان وفسيح ياسمني وغيرهما.

ولعل الشاهد الأكثر دلالة على أنّ هنالك ثمة بوادر انقسام حاد في المؤسسة الدينية القابضة على الدولة الإيرانية وعلى مجتمعها المتعدد القوميات والأديان والمذاهب، هو إصرار طرفي الصراع على الاستمرارية في التحدي الندّي كفريقين خصمين يكتنفان في صفوفهما شخصيات وأقطاب لها وزنها الديني واعتبارها السياسي وخاصة الشخوص المحتجة التي يتزعمها رافسنجاني وخاتمي وموسوي وكروبي وغيرهم.

ورغم أنّ الشارع الإيراني قد يفرض نفسه إلى هذا الحد أو ذاك خاصة وأنّ أعلى هيئة تشريعية في البلاد قد ترضخ لأنها قد تجد نفسها أمام احتجاجات شوارعية قوية لم تشهدها البلاد منذ عهد آية الله الخميني الذي قاد الثورة الإسلامية لعام 1979م، إلا أنّ العارفين بالشأن الإيراني لا يفرطون في تفاؤلهم بانتصار هذا الفريق أو ذاك، فكلاهما خريجا مدرسة واحدة ويحملان التوجهات والمواقف ذاتها وإن كانت بعض الدول المحيطة والجهات الخارجية تفضل التعامل مع الإصلاحيين المناصرين للحريات العامة على المحافظين الكابتين لها.

وبما أنّ المجهول لا يزال سيد الموقف في إيران الملالي مع الانحياز لتفوق أحمدي نجاد رغم أنف الشعوب الإيرانية الرافضة لنظامه، فإنً المطلوب من جيرانها سواء أكانوا دولا أم شعوبا أم أفرادا مبالين بالشأن، أن يتريثوا كثيراً وأن لا يراهنوا على أي طرف فائز أو خاسر لأن الصراع بينهما لا يتعدى الرهان على توسيع النفوذ ولأنه لا أحد يدري كيف ستسير معادلة التوازنات الداخلية التي يبدو أنّ خيوطها المخفية أمست متشابكة أكثر في ظل تحوّل بعضا من أولي الأمر إلى معارضين يحرضون الشارع ضد أولياء أمور آخرين وليس ضد نظامهم السياسي الذي سيبقون يدافعون عنه ما داموا من نفس طينة منافسيهم.

في كل الأحوال ستبقى الأيام القادمة قادرة على كشف المستور الإيراني وستصبح كفيلة بوضع نقاط المكونات الرئيسية الإيرانية الخمسة على حروف الملالي الذين طغوا فأينع سقوطهم، خاصة وأنّ المستقبل لناظره قريب، ولا ريب أن نبقى بانتظار ما قد يستجد في طهران التي قد ينتهي ربيعها بسفك أنهر من دماء الأبرياء أو ربما يزدهر هذا الربيع من جديد كما حدث في يوغسلافيا، ويتمخض عن ازدهاره خمسة كيانات (دول) قد يقوم بتأسيسها الفرس والكورد والتركمان والبلوج والأزريين، على أنقاض الإمبراطورية الصفوية التي بات حملا وديعاً تحت سطوة نظام ولاية الفقيه.

الأحد، 3 يناير 2010

ريبورتاج عن اليوم الثاني لإضراب الکورد السوريين عن الطعام في اوسلوا وقرار تمديد فترة الاضراب لمدة اسبوع

ريبورتاج عن اليوم الثاني لإضراب الکورد السوريين عن الطعام في اوسلوا وقرار تمديد فترة الاضراب لمدة اسبوع



بالرغم من البرد القارس في العاصمة النرويجية اوسلوا، يواصل اعضاء واصدقاء جمعية اکراد سورية في النرويج بإضرابهم عن الطعام وذلك لليوم الثاني علی التوالي في ظروف جوية قاسية حيث وصلت درجة الحرارة اليوم بعد الظهر الی 20 درجة تحت الصفر، حيث انضم اليهم اعضاء واصدقاء جدد بلغ عددهم 15 شخص، ليصبح العدد الاجمالي للمعتصمين حاليا مايقارب 60 شخص من کافة انحاء المملکة النرويجية.

رافعين شعارات الاستنكار والمصير المنتظر للمهددين بالترحيل.، حيث افترش المضربون عن الطعام الأرض والتحفوا السماء باصرار ومعنويات عالية مصممين علی الإضراب احتجاجا علی قرارات الحکومة النرويجية بتشديد قوانين اللجوء وضد إقصاء اللاجئين الکورد السوريين من حق الاقامة وحق الحماية الدولية في النرويج والاعادة القسرية المتزايدة من قبل السلطات النرويجية للاجئين الکورد السوريين الی سوريا وتركهم ليواجهوا مصيرهم المحتوم في سجون وأقبية النظام السوري.
قراءة بقية المقالة
www.rojame.0-yo.com

نوري بريمو : المجلس السياسي الكردي: مبروك لأحزابنا وهنيئاً لشعبنا

نوري بريمو : المجلس السياسي الكردي: مبروك لأحزابنا وهنيئاً لشعبنا

نوري بريمو
إنَّ المجلس السياسي الكوردي الذي تم الإعلان عنه في خاتمة عام 2009 ومع بداية العام الجديد 2010 والذي يضم كافة أحزابنا (ما عدا حزبي التقدمي والوحدة)، هو نتـاج طبيعي لجهود متراكمـة وحوارات متواصلة بين قيادات أحزابنا المناضلة في الساحة الداخلية الملبدة سماؤها بغيوم أمنية داكنة تلاحق المناضلين وتعتقلهم بشكل تعسفي، وهو ثمرة قومية ديمقراطية تجعل الإنسان الكوردي يستعيد ثقته بنفسه وبحركته السياسية وبالقضية التي يناضل من أجلها، وهو إنجاز سياسي يعزز روحية المثابرة على تحمُّل الصعاب والتوجه صوب تحقيق المزيـد من التقارب بهدف ترتيب البيت الكوردي من الداخل عبر التوصل إلى إطار سياسي يصبوا نحو المرتجى الأكبر الذي لن يكتمل إلا إذا تم التوصل إلى مرجعية كردية شاملة.
في الحقيقة إنَّ الأداء الديمقراطي الذي استمد قوته من الروح القومية والإرادة الوحدوية لدى مسئولي أحزابنا الشريكة في هذا المكسب القومي المُنجَز بمساعي الجميع، كان الملهم الأساس لدى بروز فكرة تشكيل هكذا مجلس جامع، وقد كان شرط الوضوح واستقلالية القرار هو الموجّه الأول قبل ومنذ ولادته، حيث تجلّى ذلك بوضوح في لقاءات وحوارات مرحلة التأسيس التي سبقت الإعلان، ورغم الأداء الحواري البطيء جرّاء تعرض أطراف المجلس لمختلف الضغوط والعقبات الذاتية والموضوعية، إلا أنّ جميع الشركاء امتلكوا روحية الإصرار والمثابرة والتعامل بإيجابية مع إشكاليات عديدة، حيث أثبت الجميع خلال مرحلة قصيرة بأنّ هذا الإطار ينبغي أن يصبح انطلاقة قوية لأنه حاجة ماسة تفتقر إليها حركتنا في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها شعبنا المضطهد..، ولما كان الكورد عموماً وحركتهم السياسية بشكل خاص، بغنىً تام عن خوض المزيد من التجارب الفاشلة، كان على الجميع قبول مثل هكذا فكرة أو بالأحرى إطار جماعي، ليس هذا فحسب لا بل كان من الواجب النهوض بالبيت الكوردي وفق المطلوب والمُراد، وكان من المفترض أن ينصب اهتمام كل الأطراف المعنية على العناية الجدّية بالقلب وليس بالقالب، ليتنامى حجم الحراك ويزداد ثقله وسط الجماهير وفي الساحة السياسية الكردية والسورية عموماً، وذلك بإيلاء الأولوية للتلاقي والتوحيد، من خلال جعل المجلس السياسي فوق كل الأحزاب، كونه يكتنف المحتوى والقاسم المشترك المهم والأكبر الذي يجب على الجميع الالتقاء حوله للتخلص من تلك الأزمات الذاتية التي من شأنها أن تعيق الجهود الرامية إلى تشكيل الإجماع الكردي العام بأي شكل كان ووفق أية صيغة يتم الاتفاق حولها، على طريق توفير المقدرة على الإسهام بفعالية لخوض النضال في كل الظروف والمراحل.
إنّ المطلوب الآني هو أن يعمل جميع أحزاب هذا المجلس بوجدانية ووعي ذاتي قادر على نسيان اختلافات الماضي وعلى خلق أجيالٍ جديدة من الكوادر الحاملة لأفكار نيِّرة وطاقات كامنة وسلوكيات حوارية تقبل الآخر، لتؤدي أداءً حضارياً صوب التلاقي الجماعي، الذي من شأنه أن يحرر حراكنا الحزبي من أشكاله التقليدية إلى حراك سياسي قوي وقادر على الخروج من دوائر التفكير الضيق والأداء الضعيف، وأن يتم تطوير أحزابنا إلى مؤسسات أكثر فعالية ورحابة، لتتخلص من مختلف الأمراض ولتصبح أكثر تصميماً على متابعة سعيها على طريق نيل الحقوق القومية المشروعة لهذا الشعب التوّاق كما غيره إلى العيش بسلام وحرية .
إنَّ تأسيس المجلس السياسي الكوردي، إنْ دلّ على شيء إنما يدلُّ على أنّ هنالك ثمة بوادر إيجابية تدعو إلى التفاؤل بمستقبل أفضل، وأن نهج الحوار وقبول الآخر والالتقاء معه على أرضية التلاقي ورص الصفوف، قد أصبح منهجاً أكثرياً أو بالأحرى مشاعاً في هذه الأيام لدى أوساط واسعة من المثقفين والساسة وحتى لدى مختلف فئات الشعب الكوردي، وخاصة في السنوات الخمسة التي أعقبت انتفاضة آذار 2004م التي شملت كافة المناطق الكوردية والتي راح ضحية أحداثها الدامية عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمعتقلين، أي أن السعي نحو الإجماع الكوردي قد بات منذ الانتفاضة شغلا شاغلا لأكثرية الأحزاب والفعاليات الكوردية، مما يدّل بشكل قاطع على أن أكثرية الأفرقاء الذين ساهموا في تشكيل المجلس السياسي الكوردي قد أحسوا بمرارة الواقع وخطورة الوضع وأصبحوا مقتنعين بالاحتكام لمراجعة الذات ومخاطبة الآخر للتباحث في صميم مستلزمات العمل المشترك بحثاً عن الحلول وتداركاً لمخاطر أخرى قد تباغت شعبنا مرّة أخرى، لاسيما في ظل استمرار السلطة في تعاملها الشوفيني مع قضيتنا القومية الديمقراطية، وسيما وأن الجانب السياسي الكوردي وشارعه قد باتا يؤمنان بخيار السلم بعيداً عن العنف في تناول الملف الكوردي ومختلف الملفات العالقة الأخرى في سوريا وغيرها من بقاع العالم.
ولما كانت أغلبية الأحزاب الكوردية قد قامت بواجبها وبادرت مشكورة وأعلنت تشكيل مجلسها السياسي وتسعى إلى رص الصفوف لمواجهة هذه المرحلة وكل المراحل، فإن ما يبعث على الاندهاش والاستغراب هو مدى عجالة بعض المتربصين بفكرة تشكيل هكذا مجلس ويبدو أنه ليس لهذا البعض المشكك مجرّد ملاحظات فحسب بل إنّ رموزه تحاول أن تتعامل مع المولود الجديد بمنتهى الحساسية والسلبية والتشكيك.
إن المجلس السياسي الكوردي المعلَنْ عنه حديثاً، يُعتبر إطار سياسي وتجربة نضالية فريدة ومن نوع جديد في ساحة كوردستان سوريا، ولذا لا يجوز الاستهانة بإمكانياته أو محاولة إفشاله تحت أية حجة أو مبررات كانت، لأنّ هذا المجلس يمثل الجزء الأكبر من قوام وثقل حركتنا الكوردية في سوريا، ويؤمن بأن القضية الكوردية هي قضيته المركزية التي ينبغي أن يدافع عنها بدراية وموضوعية بعيداً عن هفوات الماضي، ويعتبر نفسه جزءا لا يتجزأ من قوام قوى المعارضة السورية بمختلف مكوناتها القومية والدينية والطائفية.
وما دام الأمر هكذا، أي مادمنا نخوض تجربة نضالية عنوانها تأسيس مجلس سياسي على أنقاض تشتتنا ليجمع شملنا السياسي ويسهر على صنع القرار ورفع سوية الخطاب الكوردي، وهذا ما كان ينقصنا في الماضي القريب، فإنَّ أحزاب هذا المجلس عاقدة العزم على المضي قدماً في إنجاح المساعي الخيِّرة صوب تمتين لُحمة الكورد و تأطير قواهم ورص صفوفهم وقيادة مسيرتهم التي باتت بحاجة إلى دبلوماسية متلائمة مع المستجدات الحاصلة على شتى الأصعدة، وعلى العمل من أجل تعزيز ثقة الشارع الكوردي بقيادته السياسية ومن أجل استعادة ثقة واحترام الجانب العربي السوري الذي يشكل بتعداده السكاني الأكثرية القومية في هذا البلد .
وبهذه المناسبة التي أبهجت قلوب وأفئدة ملايين الكورد الغيورين على حاضر ومستقبل شعبنا، ليس بالوسع سوى القول: مبروك لأحزابنا وهنيئا لشعبنا، ومعاً على الطريق نحو تعزيز موقع ودور المجلس السياسي الكوردي الذي من حقه أن يدّعي بأنه سيشكل النواة الصحيحة لأية مرجعية كوردية بالانتظار، والذي من المؤكد بأنه سيسعى جاهداً مع مختلف مكونات المجتمع السوري من أجل تفعيل الحراك المعارض على طريق الإتيان بالبديل الديمقراطي إلى هذا البلد الذي هو ملك الجميع، كي ينال كل ذي حق حقه المشروع في العيش بكرامة وحرية دونما أي تمييز قومي أو طائفي يذكر.

صلاح بدرالدين : قضية كرد سوريا على عتبة عقد

kurd
صلاح بدرالدين : قضية كرد سوريا على عتبة عقد جديد

صلاح بدرالدين
ثالثا - المشهد الوطني
قامت الدولة السورية الوطنية الحديثة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر
نتيجة الظفر بالحرية مثل سائر الدول في المنطقة ومنذ وضع اللبنات الأولى لدولة الاستقلال بعد انجازالثورة التحررية ضد الانتداب بمساهمة سائر الفئات وبخاصة بتعاون االمكونين الرئيسيين العربي والكردي في انتفاضات وحركات ( الجزيرة وجبل الأكراد وجبل الزاوية ودمشق وميسلون ) شيدت اللبنات الأولى للكيان الوليد على قاعدة هشة واعترى البناء خللا بنيويا منذ المؤتمر النأسيسي السوري الأول عندما تم تجاهل غير العرب في الدستور والقوانين واعتبار سوريا الدولة والكيان وعلى الصعيد الرسمي – الدستوري والقانوني والحقوقي والتربوي والثقافي - أحادية القومية والدين والمذهب ولم يكن ذلك المأخذ الوحيد عليها بل أنها أخفقت إلى درجة ما في تحقيق الأهداف الأخرى من حيث الفشل السياسي في بناء كيان وطني يكتسب مناعته وقوته من وجود مؤسسات دستورية للسلطة مما شكل ذلك وبالا على الشعب السوري وأنتج ما نعانيه الآن من نظام ( جمهوري ملكي وراثي ) فاسد قمعي لاأمل يرتجى من اصلاحه كوليد طبيعي خرج من رحم الدولة السورية المشوهة تربطهما علاقة عضوية متكاملة متماثلة في رداءة النوعية والمضمون حيث أن السيء لاينتج الا الأسوأ وبحسب كل المواصفات والمعايير العالمية تعد دولتنا – ولافخر - في عداد " الدول الفاشلة " تماما مثل دولة توأمه البعثي التي أقيمت في بغداد وتفككت أوصالها لحسن حظ العراقيين ويعاد الآن بناءها بطراز جديد ويعود عجز المعارضة السورية في تحقيق التغيير الديموقراطي منذ عقود وحتى الآن حسب ماأراه الى القراءة الاستراتيجية الخاطئة لكل من مفهومي الدولة والسلطة والفصل الميكانيكي بينهما الى حد تجنب الاقتراب من تخوم بنى ومؤسسات ومفاصل الدولة بل وتقديسها ونأيها عن كل شائبة والانشغال فقط بالسلطة الحاكمة أو النظام بالمعنى الأوسع وغابت عنها حقيقة التمازج والتلاحم الى حد الانصهار بين الجانبين أي دولة النظام ونظام الدولة وبالتالي استحالة تغيير النظام من دون اعادة تفكيك وبناء الدولة من جديد وقد أفقدهذا الخطأ الذي تحول بمرور الزمن الى خطيئة المعارضة السورية زمام المبادرة في وعي وتشخيص الحالة الاجتماعية في البلاد والقاعدة الطبقية التي تقف عليها دولة النظام المستبد وبالتالي افتقاد البرنامج التغييري الحقيقي واضاعة البوصلة في قياس معادلات ادارة الصراع عبر مشروع وطني شامل متكامل .

لم تتوقف محاولات الحكومات المتعاقبة على البلاد منذ الاستقلال من أجل وقف التطور الطبيعي البشري والاقتصادي والثقافي والاجتماعي والانساني للكرد السوريين وتقليص أعدادهم وتغيير التركيب الديموغرافي لمناطقهم مثل ( التمييز القومي في الوظائف الرسمية - الحزام العربي – نتائج الاحصاء الاستثنائي – تهجير السكان الأصليين – المرسوم 49 .. ) وحرمانهم من مقوماتهم القومية بما في ذلك لغتهم وذلك بواسطة المراسيم والقوانين الاستثنائية والممارسات العنصرية تحديدامنذ حكومة العقيد أديب الشيشكلي الانقلابية عام 1949وحتى الآن مرورا بعهد حكومة الانفصال والتي توجها نظام البعث منذ 1963 بأكثر الوسائل عنصرية وارهابا مازالت آثارها السابقة ومخططاتها الراهنة ومعاناتها الانسانية والمجتمعية ماثلة أمامنا من جهة أخرى استمر منع الكرد منذ عقود من التواصل الانساني العائلي والقومي مع المحيط الكردستاني في تركيا والعراق الا لأغراض أمنية – سياسية تكتيكية مدروسة وهكذا فالمعاناة الكردية تتواصل أمام أنظار العالم وسكوت غالبية تيارات المعارضة الوطنية السورية .

العام الفائت حاز بجدارة على لقب عام الاعتقالات والملاحقات والأحكام الجائرة وهناك في الفترة الراهنة اعتقالات غير مسبوقة للناشطين السوريين عامة والكرد على وجه الخصوص في ظل تخوف النظام من اي تحرك شعبي داخلي وانعكاسات نتائج تحقيق المحكمة الجنائية حول اغتيالات لبنان ويجري المزيد من الغوص في الشؤون اللبنانية والفلسطينية والتواصل مع محور ايران وجماعات الممانعة والتمادي في ايذاء الشعب العراقي تفجيرا وارهابا الى جانب محاولات الانفتاح على امريكا واوروبا واسرائيل حتى لو كان على حساب الكرامة الوطنية والاستقلال والسيادة لقاء الحفاظ على الوضع الراهن والابقاء على الحاكم المستبد ونستعير هنا مقطعا من تقرير " مجموعة الأزمات " الدولية حول سوريا ويتضمن الكثير من الصحة : ) يعتري السياسة الخارجية السورية قدر هائل من التناقضات الظاهرية التي طالما حيرّت المراقبين الخارجيين. فالهدف المعلن لهذه السياسة هو تحقيق السلام مع إسرائيل؛ غير أن سورية عقدت تحالفات مع شركاء عازمين على تدمير إسرائيل. ثم ان سورية تفخر بكونها معقلاً للعلمانية لكنها تتبنى القضايا نفسها التي تتبناها حركات إسلامية .... والسوريون يرون المخاطر على كل الجبهات؛ فاقتصادها يترنح، وبنيتها التحتية مهترئة. وعلى عكس الماضي... لم يعد في وسع سورية الاعتماد على السند أو المدد الخارجيين ........... (

وقد عجز الضغط الهائل على الكرد طوال العام المنصرم عن الحيلولة دون حدوث نهوض قومي ووطني كردي عام في الداخل والخارج من احتجاجات وتظاهرات واعتصامات في السجون واضراب عن الطعام واستمر المناضلون الكرد وبينهم قادة مجربون في الصمود أمام المحققين والمحاكم والسجون ونالوا بذلك احترام وتضامن الرأي العام في العالم ورضى وتقدير شعبهم وضربوا مثلا في الشجاعة والايمان بعدالة قضيتهم .
شهدت السنوات القليلة الماضية مشاركة كردية واضحة في عدة تجارب جبهوية مع المعارضة الوطنية خصوصا في " اعلان دمشق " و " جبهة الخلاص " حملت العديد من المعاني والدلالات لم يلحظها ولم يقدرها الطرف الآخر العربي بكل أسف ويمكن استخلاص جملة من الدروس ومراجعة تعود في جانب منها الى تجربتي الشخصية والكشف عن العديد من الحقائق التي كانت خافية في مقدمتها الضعف البنيوي الاجتماعي التمثيلي لمعظم التيارات العربية المحسوبة على المعارضة في الداخل والخارج وسيطرة مفاهيم قوموية واسلاموية مضى عليها الزمن على غالبيتها الى درجة أن جماعات منها لاتعتبر ارهابيي العراق مقاومة وطنية فحسب بل أن عناصر محسوبة عليها تساهم بشريا ومعنويا في عمليات التفجير والتفخيخ مما منعت التوصل الى صيغة توافقية للمشروع الوطني المنشود وقللت من فرص الاتفاق على قواسم مشتركة حول دستور سوريا الجديدة والنظام السياسي المستقبلي وحتى على قراءة تاريخ البلاد وتعريف المكونات الوطنية من قومية ودينية ومذهبية ومتطلبات حل القضية الكردية حسب مبدأ حق تقرير المصير الذي ارتضته البشرية منذ القرن التاسع عشر وتضمنته مواثيق الأمم المتحدة وتبنته برامج الأحزاب الوطنية والديموقراطية أوالتوافق حول وسائل التغيير الديموقراطي وتباينت المواقف حول مفهوم الهوية الوطنية والهويات الفرعية ومستحقاتها ولتلك الأسباب وكذلك بسبب اختراقات وتداخلات السلطة كان العام الماضي شاهدا على 1 – جمود الاعلان – بعد اعتقال نشطائه من مجموعة التيار الوطني الديموقراطي الجذري الذين عوقبوا لاتهامات تعود الى مواقفهم الحاسمة تجاه عملية التغيير والنظام أولا واثارة النعرات وتهديد وحدة البلاد اشارة الى الموقف من القضية الكردية بدرجة ثانية 2 – انفراط عقد الجبهة – بعد انسحاب المكونات الرئيسية وخاصة الكردية ( وقد واكبنا تقييم ونقد برنامج وأسباب الانهيار في تصريحات ودراسات من حلقات عدة في العام المنصرم ) ومما لاشك فيه أن هناك آفاقا واعدة للملمة الصفوف واعادة بناء معارضة وطنية ديموقراطية مناضلة اذا ما تم الاستفادة الفعلية من تلك التجارب وتجنب مظاهرها وآثارها السلبية وبشكل أساسي وحسب الخبرة المكتسبة عدم المراهنة على الشخوص التي كانت جزء من الاستبداد لعقود والحذر الشديد من تحويل البعض منهم الى رموز أو عناوين لأي عمل معارض خاصة اذا كان في بداياته وقبل أن يصلب عوده وضرورة التعامل مع كل من يغادر صفوف النظام وينضم الى صفوف الشعب على أساس ممارسة النقد الذاتي علنا والكشف عن كل الأسرار التي بحوزته المتعلقة بمخططات النظام تجاه الداخل بشكل رئيسي ( لم يلتزم السيد عبد الحليم خدام بتعهداته لنا في هذا المجال مما شكل سببا اضافيا من أسباب وقف العمل معه في جبهة الخلاص ) ومن ثم افساح المجال للمساهمة في التغيير اذا أراد كأي مواطن سوري آخر وحسب عطائه وخدمته للقضية المركزية وفي سياق آخر يجب أن يكون أي مشروع جديد في العمل المعارض اذا أريد له النجاح مستبعدا أصحاب الفكر الشمولي بوجهيه الديني والعلماني وفي كما أننا ندرك جيدا أن من يمتنع عن اطلاق كلمة الشعب على الكرد أو يعتبر قضية كرد سوريا القومية بما هي حقوق مشروعة وكرامة وحرية وانعتاق من نير الظلم والقمع والاقصاء ومسألة مصيرية للمكون الوطني الثاني في البلاد اشكالية عابرة مثل ( الفساد ) تحل باصلاحات ادارية أو يخير الكرد السوريين بصورة تعسفية ارهابية بين أن يكونوا اما قوميين أشرار أو وطنيين ديموقراطيين صالحين لاخير فيه ولن يكون جاهزا لاستحواذ شرف الانتساب الى المعارضة الديموقراطية وأن من يدعو الى تكريس المذهبية باسم الاسلام والسنة خاصة كما يلاحظ منذ النصف الأخير من العام الفائت عبر بعض الفضائيات والمواقع المستحدثة وينفث الأحقاد ويثير العداء ضد الطائفة العلوية بالجملة والمفرق وأن من يحرض الكرد باسم السنة وهم في قرارة أنفسهم ضد الحقوق القومية الكردية يسيء للكرد أولا ويلحق الضرر بالمعارضة ويقدم الخدمة للنظام ونقول لهؤلاء : قضية السوريين عربا وكردا ومكونات أخرى في صلب القضية الوطنية والتغيير الديموقراطي والموضوع الكردي له خصوصيته القومية وليست دينية ومذهبية وأن الحركة الكردية القومية الديموقراطية لاتحتاج الى أي تحريض من أصحاب الأجندة الخاصة فغالبيتها معارضة ومناضلة ضد الاستبداد بالفطرة بشكل متواصل ومن دون توقف بعكس – المعارضين الموسميين - وأن الاضطهاد الذي يتعرض له الكرد ليس بسبب – سنيتهم – الغالبة فهل كان الشوفينييون الذين ألحقوا الأذى بالشعب الكردي : سعيد السيد وأسعد محاسن ومحمد طلب هلال ومصطفى حمدون وحمد عبيد ويوسف زعين ويوسف طحطوح ومصطفى ميرو علوييون ؟ من جانب آخر ان من يصدر بيانات وينشر مقالات في ذكرى اعدام الطاغية صدام حسين تحت أي عنوان كان لايمكن أن يكون ضد توأمه نظام سوريا المستبد أو نصيرا للعدالة وحقوق الانسان وحسب مانراه واستنادا الى تجربتنا الطويلة واختبارنا العملي لن تكون تلك العينات الشمولية – الممانعة - السالفة الذكر أهلا للمعارضة الوطنية في يوم من الأيام ولن تساهم قيد أنملة في عملية التغيير الديموقراطي المنشود لذلك وعلى كل من يعمل من أجل بناء حركة معارضة قوية الشكيمة عميقة الجذور تمثل ارادة العرب والكرد والمكونات السورية الأخرى القومية والدينية والمذهبية مؤهلة لحمل المشروع الوطني قديرة على مصارعة الاستبداد جديرة بانجاز التغيير لابد له من أخذ العبرة والدروس من تجارب العقد الأخير لأن سوريا الشعب والوطن بحاجة الى معارضة من طراز جديد مسلحة ببرنامج يحمل الأجوبة على كل التساؤلات ويحسم الموقف الشفاف بدون تردد أو تأجيل من كل مسألة وطنية الصغيرة منها والمصيرية الآنية منها والمستقبلية بما في ذلك الدستور وشكل الدولة المنشودة وأسسها وعلائمها وطبيعة النظام القادم البديل ودوره الوطني والاقليمي والدولي وتعريف مكونات الشعب السوري وحقوقها وواجباتها .


للبحث صلة ...

د.عبد الرحمن آلوجي : السياسة و الحراك السياسي بين الاحترافية و المبدئية ؟!

د.عبد الرحمن آلوجي : السياسة و الحراك السياسي بين الاحترافية و المبدئية ؟!
السياسة مواجهة الحياة في أخص خصائصها , و أكثرها قربا إلى هموم الإنسان و طموحاته و أهدافه الكبرى ... و الحراك السياسي ترجمة عملية لهذه المواجهة , سواء كان ذلك في طابع فردي يتمثل في شخصية تجسد أهدافها حية في تصرفاته , أم كان في طابع جماعي متمثلا في هيئة أو طرف أو كيان سيسي, قائم يتجسد في دولة تختلف في ممارساتها , و شكل حكمها و طريقة إدارتها , و صيغ مؤسساتها ..
هذا الحراك الذي يحدد أفق العملية السياسية و مدى ارتقائها أو هبوطها , ووضع القادة و الأفراد و الهيئات و مدى اقترابهم من أهدافهم ومثلهم التي آمنوا بها , ونذروا حياتهم لها قديما و حديثا, في ممارسة حركية حية تستلزم متابعة و مراقبة و تقويما و نقدا , في الأداء و الترجمة الفعلية لواقع نظري يجسد الفكرة , و يترجمها في الحراك المتجلى في عمل متوثب و فاعل ..
والسياسة و حراكها من ألزم ضرورات الحياة ومن أكبر مهام الإنسان , كضرورة حياتية تستوجب الارتقاء بالمجتمع والتحرك المنتج في محيطه , بما لها من ارتباط مباشر و غير مباشر بالاقتصاد و الاجتماع و الفلسفة و الفكر , و القيم الأخلاقية و الروحية , والحياة العريضة للناس , لما تحمل من قوة دفع و إنشاء , - في حركها الصحيح والمعافى من دنس الارتزالق والتزلف والانتهازية , فهي قد تردي و تدمر إذا كانت الصيغ المتبناة قمعا و قهرا و إذلالا, وتشهيرا يعتمد الوصولية والتسلق والارتماء في الذاتية وأوضارها المنكرة والبائسة , و قد تعلي و تنشئ و تدفع إلى الأرقى و الأنبل إذا تسلحت بالقيم الفاضلة و المثل العليا , و هدفت إلى بناء معالم حياة , ترقى بالإنسان في فكره و عقيدته و مذهبه , فتغمر هذه الحياة و يعلو شأنها , و تنفتح كوى الخير , و مغاليق و أسرار حالت دون سعادة الإنسان و رفاهه و ازدهاره , لتصل السياسة في حراكها إلى درجة البناء و التقدم حينها , و عمارة الأرض , و قيام حضارة إنسانية , ترنو إليها الأفراد و الجماعات , و من أجل ذلك برز كبار الساسة و عظماء المصلحين و قادة الفكر , و رادة المعرفة, من وراء القرون المتطاولة , ليخلد ذكرهم مع هذه الممارسة الهادفة و الرؤية النيرة, و الموقف الإنساني النبيل فكان الأعلام الذين حفظتهم ذاكرة الإنسانية , و سطرت في صحائفها أروع الأمثال , و أجل المواقف ليبرز (أرسططاليس و سقراط و صلاح الدين و محمود الزنكي و الظاهر بيبرس و أفلاطون , و يعظم الفتح مع اسكندر الأكبر, و تتلوها أساطين الفكر و جهابذة السياسة و القادة و العظماء من مختلف أصقاع الأرض ومواطنه وأزمانه.. ) فتشرق تلك الصفائح الخالدة من خلال شخصيات لامعة حديثة ومعاصرة تتلو أولئك الأفذاذ في سير حية ناصعة , وحياة حافلة عامرة , تزهو بها الإنسانية بأممها وشعوبها من أمثال : (غاندي و نهرو , و إقبال و تيتو و ديغول و الخطابي وعمر المختار ويوسف العظمة.. و عبد القادر الجزائري و عبيد الله النهري و الشيخ سعيد بيران و البارزاني الخالد ... ) أعلاما في أممهم و قادة في مجتمعاتهم, و روادا في المحيط الإنساني الأوسع و الأكثر بهاءا و إشراقا وخلودا ..
لفد أنجبت السياسة المحكمة , والرؤية السديدة , والحراك السليم والمبدئي هؤلاء الأعلام الذين تركوا بصماتهم في حياة شعوبهم, وتجاوزوا محيطهم الإقليمي إلى العالم الأرحب ... لنجد مقابل هؤلاء في الوجه الأشد كلوحة وبؤسا وقترا أولئك الطغاة و المردة و القتلة و الانتهازيين, ممن قادتهم الاحترافية وقادهم التسلط والإثم إلى شر وبيل , و رؤية قائمة , و صحائف ممزقة , و لطخت تاريخهم بكل أساليب المكر و الدجل و التضليل, فكان منهم : (قارون و هامان و فرعون و كان نيرون الذي أحرق روما و هولاكو و جنكيزخان ...و كان طغاة القرن العشرين الذين أبادوا و دمروا ليكون حراكهم السياسي قاتلا و شرا على شعوبهم و على البشرية ..) .. و الحراك السياسي يزهو و يسمو مع نبل القيم , و سماحة الفضيلة , و روعة الأخلاق , و جمال المبدأ.. ولكنه يسفل و يتضع ويتقزم مع الاحتراف و الهبوط و الانهيار إلى مهاوي الانتهازية ,و المكر و التضليل و تشويه الآخرين , كما يحلو للبعض أن يجد فيه فرصة للتسلق و الانطلاق بلا حياء و لا قيود , وهو ما نجد في الحراك السياسي في منطقة الشرق الأوسط و على مستوى الحركة الكوردية في سوريا, حيث عانينا ذلك مباشرة وبأنفسنا – خلال تجربة مريرة وقاسية وأليمة عقودا متطاولة - و ما وجدناه من التواء و ركوب لمتن الأنانية و الفردية المغرقة, و احتراف بشع يمس أخص خصائص الإنسان .. في مثله و قيمه و فضائله, ليضرب نفر من هؤلاء – دون أن نسمي فهم معروفون من جماهيرنا بوضوح مبهر - ليضربواعرض الحائط بكل ما يرفع قيمة العمل السياسي و يرقى به , و يجعل منه أداة ميدانية لخدمة الأهداف الوطنية و القومية الكبرى الخارجة من دائرة الحزبية الضيقة , و الرؤية الفردية المتضخمة و الاحتراف الارتزاقي , و ما يحيط بذلك من خداع سراب , يلمع فيحسبه الظمآن ماء حتى إذا أتاه لم يجد شيئا, و لم يجد إلا المكر و الخديعة و التشهير و الأساليب الهابطة.. التي تحول دون بناء حراك سياسي يتسم بالجدية و بالمبدئية و الإيجابية, و الرؤية المتوازنة لبناء حالة من التواؤم و التكامل , و إنجاح مساعي الخيريين في رفع سوية العمل السياسي الكردي في سوريا و إقالته من عثارته, و رأب صدعه جديا, و إخراجه من قمم التشرذم و التشتت.. و غياب القرار المبدع و المنتج و المنبثق من الأهداف الكبرى, ليظل الحراك السياسي في محيطه الطبيعي و متنفسه, و علاقاته المثمرة والجادة والهادفة بعيدا عن أجواء القذف والتآمر و المكيدة , و منطق الالتفاف و التشويه, الذي يودي بمخططيه و الساعين لخلق حالات الاحتراف الهابطة إلى مصير من عبثوا بتاريخ شعوبهم, خدمة لأغراض قريبة و أهداف ذاتية خائرة .. فكان مصيرهم أبشع من أن يحسدوا عليه, و كان الاحتراف أكبر ضربة توجه إلى أعناقهم الملتوية ... ليبرز ما هو أعلى و أصلح و أكثر تهذيبا و رفعة و نبلا في خضم بناء حياة ذات أهداف رفيعة , و يبرز الفرق كبيرا بين الاحترافية الهزيلة و المبدئية الصارمة , دون أن تفقد قيمها الرفيعة في ممارسة تكتيكاتها .. التي تخدم استراتيجية العمل السياسي الجاد , وهو ما يمكن أن يقود إلى الأرقى و الأمثل و الأفضل .

مواقع اخرى

موقع دلو جان للموسيقا الكوردية

موقع دوغات كوم

شبكة الاخبار الكردية

كوردستان بنختي

روج افا نت

كورد ناس

panela azad

روج افا نيوز

كورد اونلاين

جريدة النهار اللبنانية

موقع الشهيد الخزنوي

موقع عفرين يرحب بكم

كورد ميديا

موقع بنكه

موقع بنكه
موقع بنكه

أرشيف المدونة الإلكترونية

كوردستانا رنكين موقع سياسي